الجمعة، 28 ديسمبر 2012

شيء من اثار مدينة الديوانية ..نيبور



تقع مدينة نفر واسمها القديم (نيبور) على نحو عشرة كيلومترات من قضاء عفك وخمسة وثلاثين كيلومترا شمالي شرقي الديوانية ونحو مائة وثمانون جنوب شرقي العاصمة بغداد.    وكان مجرى الفرات القديم يشطر المدينة الى شطرين ومازال عقيقة باديا هناك حتى يومنا هذا،  ولم تكن نفر عاصمة سياسية لدولة من الدول السومرية اوالبابلية بل كانت من اعظم المدن المقدسة في العهود التاريخية المتلاحقة فهي مقر الاله (انليل) سيد الهواء والاجواء. اكتسبت نفر منذ الالف الثالث ق.م مكانة كبيرة حتى ان من شروط الحصول على الملوكية في العهد السومري ان تكون نفر من جملة ممتلكات الملك لان اله هذه المدينة هو الذي يمنح لقب الملوكية لقد كانت طيلة تاريخها تابعة للملوك الاقوياء اللذين تولو الحكم في اوروك واور وبابل ونينوى وكان الملوك يتنافسون في تقديم القرابين والهدايا ارضاءا لاله هذه المدينة.   كما اهتموا بتشييد معبده المسمى (اي – كور) اي بيت الجبل العلوي ومازالت طبقاته شاخصة حتى وقتنا الراهن. خضعت المدينة على التوالي لسلطة السومريين فالاكديين فالبابليين فالكيشيين ثم الاشوريين. وقد عثر في مختلف حارات المدينة الى ما يشير الى اسماء ملوك هذه الدول واستمر الاستيطان في المدينة حتى مطلع العصر الميلادي حيث غير نهر الفرات مجراه فهجرها سكناها تدريجيا وتحولت الى قرية صغيرة.
اهم معالمها هي الزقورة ومعبد ايكو الذي يتكون من كتلة صلدة من اللبن المغلف بالاجر يمثل برجا مدرجا مربع القاعدة وترتفع بقاياه حاليا حوالي خمسة عشر مترا وكان سابقا يتالف من مصطبة اوعدة مصاطب يعلوها معبد صغير يرتقى اليه بواسطة ثلاثة سلالم ومازالت اثارها شاخصة في الضلع الجنوبية الشرقية من البرج وكان ينتصب في المعبد تمثال الاله (انليل) ولعله كان من الذهب وكانت حفلات راس السنة تقام عادة في هذا المعبد الا ان لم يبقى من بناءه شيء ما. لقد شيد هذه الزقورة الملك اورنمو حاكم مدينة اور ومؤسس السلالة الثالثة فيها نحو عام 2050ق.م ثم رممها وجددها منجاء بعده حتى العهد الفرثي قبل الميلاد ويقع المعبد الرئيس بموازات الضلع الشمالية للبرج. وتحت اسس ابراج مدخل معبد (ان انا) تم العثور تماثيل الملك شولكي السبعة في صناديق من الاجر كما عثر على صندوقين تحت ابراج مداخل ساحة المعبد يتضمنان تمثالين من البرونز ارتفاعهما 33سم يمثلانالملك اورنمو. ويرى الملك في هذا التمثال وهويحمل سلةالتراب على راسه ليضع الحجر الاساسي لبناء المعبد ومن المعابد المهمة الاخرى معبد الاله (ان انا) سيدة الحب والحرب والتي عرفت في العهد البابلي وما بعده باسم عشتار. وهذا المعبد مستطيل الشكل ابعاده 275م طولا و80م عرضا وقد اعاد الملك شونكي تجديد بناية هذا المعبد لتصبح ابعاده زهاء 190X 330 وتعتبر خزانة رقم الطين احدى اهم اقسام هذا الموقع حيث تم العثور على عدة الاف من الواح الطين المتضمنة لمواضيع علمية وادبية واجتماعية ولعل اكتشاف الرقيم الطيني الذي يحتوي على خارطة نفر واسماء حاراتها احدى الوسائل التي مهدت الطريق لتحديد معالم هذه المدينة المقدسة ومن بين الرقم الطينية هناك مجاميع لتمرين الطلاب على الكتابة والاستنساخ ومجاميع اخرى تشتمل على مفردات لغوية وقواميس واخرى تضم نصوص رياضية وحسابية وفلكية وتراتيل دينية وحوارت ادبية وهناك الواح نقشت بتعابير طقوسية ودينية مختلفة منها قطعة تمثل حفلةزواج الالهة (ان انا) اي عشتار من اله البنات تموز وتاريخها يعود الى 2000 ق.م
منقول/DR

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق