ثورة العشرين ح(1)
وهي ثورة
اندلعت في العراق ضد الاحتلال البريطاني وسياسة تهنيد العراق تمهيدا لضمه
لبريطانيا كسلسلة من الانتفاضات التي حدثت في الوطن العربي جراء عدم ايفاءالحلفاء
بالوعود المقطوعة للعرب بنيل الاستقلال كدولة عربية واحدة من الهيمنة العثمانية.
واتخذت الثورة باديء الامر شكل العصيان المدني ثم المواجهات المسلحة التي ادت إلى
عقد مؤتمر القاهرة الذي حضرة وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل لمناقشة
موضوع الانتفاضات العربية كثورة 1919 في مصر وثورة العشرين في العراق وانتفاضة
اليمنيين والسوريين والفلسطينيين, وتقرر منح هذه الدول استقلال ذاتي محدود تنفيذا
لمعاهدة سايكس بيكو بتجزئة الولايات العثمانية ونمحها استقلال شكلي وربطت تلك
الدول بمعاهدات تسهل من خلالها هيمنة بريطانيا وفرنسا عليها..
الأسباب
المباشرة
إعتاد
العراقيون طيلة فترة الحكم العثماني لهم على
أن يفعلون مايشاؤون وعدم تدخل السلطات المعنية بأمورهم إلا فيما يخص الضرائب وهو
أشبه ما يكون بالحكم السائب وقد ألف سكان العراق هذا النمط من الحكم طيلة قرون من
لحكم العثماني لهم حتى أصبحت بنظرهم كأنها هي الحياة الطبيعية التي لايمكن من أن
يكون لها بديل في أي وقت [1].أضف إلى ذلك من إن الموظفين الحكوميين في العهدالعثماني كانوا
متساهلين في تطبيق الأنظمة والقوانين تحت تأثير الرشوة أو الواسطة وكانوا الناس
راضين كل الرضا عن هذا الأمر [2].
ولهذا لما جاء الإنجليز شهد
الناس نظاما للحكم كان يعتبر غريبا عما ألفوه طوال قرون من الحكم العثماني إذ
شهدوا في العهد الجديد صرامة شديدة في تطبيق القوانين وقل تأثيرالرشوة و الواسطة
في هذا العهد [3].
عندماإحتل
البريطانيون العراق إتبعوا سياسة عشائرية مختلفة عما كانت الدولة العثمانية تتبعها
في أيام حكمها للعراق والتي كانت تتبع سياسة التفريق بين العشائر عن طريق إشاعة
التفريق والنزاع فيما بينها بينما طبق الأنجليز سياسة مختلفة وهي إختيار شيخ واحد
منكل منطقة في العراق او كل عشيرة كبيرة فيه وتدعيمه بالمال والسلاح وبكل مايلزمه
لكييكون المسؤول أمامهم عن الأمن و النظام في منطقته أي المنطقة التي تخضع لنفوذ
هذا الشيخ [5].
وقدأثارت هذه السياسة الجديدة التي إتبعها الأنجليز الكثيرمن الإمتعاض
والغضب لدى رؤساء العشائر و الذين أجبروا لأن يخضعوا لرئيس عشيرة يفرضه الأنجليز
عليهم دون سواهم [6].
العدالة
و المساواة التي قام الأنجليز بتطبيقهاإثناء حكمهم للعراق وعدم التفريق بين السكان
بين كبير أو صغير [7].
رعونة
بعض الحكام السياسيين و معاونيهم من الأنجليز والذين تولوا مناصب الجكم في ألوية
العراق و أقضيته [8].
إنطلاق
شرارة الثورة
]واقعة
الرميثة
في يوم
25 حزيران - يونيو رفعت
عشيرة الظوالم وهي فرع من بني حجيم راياتها معلنة الحرب على الإنجليز وفي يوم 30
من نفس الشهر أستدعي الشيخ شعلان أبو الجون وهو رئيس
عشيرة الظوالم إلى السراي الحكومي في بلدة الرميثة والتي
تقع في جنوب العراق وقد لبى الشيخ شعلان طلب الإستدعاء وحضر إلى السراي في ظهر ذلك
اليوم [25].
وقد أبدى الشيخ شعلان كثيرا من الشراسة في مقابلة في المعاون الحاكم
السياسي في الرميثة الملازم هيات مما دفع الأخير إلى حجزه وتوقيفه في السراي بقصد
إرساله إلى مدينة الديوانية بواسطة
القطار [26].
وعند هذا إلتفت الشيخ شعلان أحد مرافقيه الذي جاء معه طالبا منه إخبار
ابن عمه الشيخ غثيث الحرجان بأنه في حاجة إلى عشرة ليرات عثمانية وإنها يجب أن
ترسل إليه قبل موعد القطار و لما وصل الخبر إلى الشيخ غثيث عرف من إن الشيخ شعلان
بحاجة إلى عشرة رجال أقوياء من العشيرة بدلا من الليرات العشر وبعث الرجال إلى
السراي بغية تحرير الشيخ شعلان . وبعد مهاجة السراي من قبل الرجال العشرة تم تحرير
الشيخ شعلان وعاد هو إلى مضارب عشيرته سالما وكانت هذه الحادثة الشرارة التي اطلقت
الثورة [27]. [28].وبعد هذه الحادثة حصلت عدة معارك في أهمها معركة ألبو حسان ,
العارضيات الأولى و العارضيات الثانية[29].و كما تم قصف بلدة الرميثة لأول مرة بالطائرات إثناء المواجهات [30].
وقد كانت هذه المواجهات بين كر وفر تارة للعشائر وتارة للإنجليز ولم
تنجح جهود الوساطة التي بذلتها العشائر في المنطقة في حل هذه المشكلة بين الطرفين [31].
ومع إستمرار المعارك بين العشائر الثائرة ومابين الإنجليز قرر آية
الله السيد
محمد تقي الشيرازي القيام بواسطة لوقف القتال وقد قرر هو بأن يرسل وفدا إلى مدينة بغداد لغرض
مقابلة آرنولد ويلسون الحاكم السياسي للعراق المعين من قبل االإنجليز لغرض
المفاوضة وقد إختار لهذا الغرض رجلين هما السيد هبة
الدين الشهرستاني و المرزا محمد الخراساني [32].
وعند وصول الوفد المفاوض إلى مدينة بغداد إتصل بالقنصل الإيراني لكي يكون
وسيطا لدى الحاكم السياسي آرنولد ويلسون غير أن ويلسون رفض الوساطة فعاد الوفد
المفاوض إلى مدينة كربلاء بدون أية
نتيجة تذكر [33].
وقد كتب الشيخ فتح الله
الأصفهاني برسالتين أحدهما إلى الحاكم السياسي البريطاني آرنولد ويلسون و الأخرى
إلى العشائر الثائرة في الرميثة وذلك في شهر تموزولكن جهوده لم تفلح في حل المشكلة بين طرفي النزاع [34].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق