الاثنين، 7 يناير 2013

‘‘لملوم العتيق‘‘

مدينة الحمزة الشرقي او(لملوم العتيق) كما كانت تسمى سابقا،استحدثت بصفتها ناحية عام 1934 م ثم اصبحت قضاء عام 1974 م،
تبعد عن مركز المحافظة بمسافة 40 كيلوا مترا من الجنوب على طريق الديوانية ـ السماوة وبالرغم من ان القضاء قد انشئ حديثا من الناحية الادارية الا ان تاريخه ومآثر ابنائه كبيرة وعريقة، وقد اضاف اليه مرقد الامام احمد بن هاشم الغريفي الملقب بالحمزة، قدسية وبهجة وجمال فزاد عدد سكانه وتوسعت المدينة حتى اصبحت المدينة السياحية الاولى بالمحافظة من حيث عدد زوارها اسبوعيا، ويرتبط بالقضاء اداريا ناحيتي الشنافية والسدير، بالاضافة الى24 قرية. *اصل تسمية القضاء ونشأته: كانت مدينة الحمزة الشرقي تسمى (لملوم العتيق) في العهد العثماني، وتسكنها بكثافة عشائر الخزاعل والجبور وال شبل وبني عارض، بالاضافة الى عشائر اخرى كما يقول السيد( باجي العارضي) حيث عرف المرحوم والده:ان اهالي المدينة عانوا الكثير من الظلم والاضطهاد منذ العهد العثماني، حيث رفضوا دفع الضرائب المفروضة عليهم، وجهز الوالي العثماني(عمر باشا) جيشا كبيرا تقدم نحو المدينة، فاشعلوا النار في البلدة وقتلوا رؤساء العشائر، وبعدها جاء الاحتلال الانكليزي الذي سار على النهج نفسه فهجرها اهلها جميعا. وبعد مضي حوالي عشرين عاما عاد اليها قسم من ابنائها واسسوا مدينتهم الحالية التي تسمى (الحمزة الشرقي) نسبة للامام الغريفي الملقب بالحمزة، واضيفت كلمة الشرقي للتمييز بين مرقدة ومرقد ابو يعلى الحمزة الغربي في محافظة بابل، وهو الامام الحمزة بن القاسم بن علي بن الحسن(ع) الذي يكون مرقده غربيا بالنسبة لمرقد الغريفي الشرقي بالنسبة لمرقد ابي يعلي، وكانت عودة ابناء الحمزة الشرقي بسرعة مذهلة بعد استقرار الوضع الامني في الاربعينيات والخمسينيات، وزاد عدد السكان بشكل ملحوظ، وخاصة انه استقطب اعدادا كبيرة من زوار الامام الحمزة(ع). *المرقد المقدس وامارة الخزاعل: في نهاية الاحتلال العثماني اصبحت المدينة مركزا لامارة الخزاعل، بالاضافة لما تحمله من تسمية بالحمزة، لما يتصف به الغريفي من شجاعة وقوة ونخوة، حيث لقب بالحمزة تيمنا بالحمزة بن عبد المطلب عم الرسول الكريم(ص)، وقد قدم للعراق من البحرين لزيارة مرقد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في النجف سالكا الطريق البري، وقد اعترضه جماعة من اللصوص وقطاع الطرق، وقد قتلوا الامام الغريفي وولده وزوجته وسلبوا حاجاته ومتاعه، وكان الغريفي احمد بن هاشم من الفضلاء الاتقياء في العبادة شريفا في قومه، وبلاده الغريف في مملكة البحرين الشقيقة، واليها ينتسب السادة الغريفية جميعا، ويعود نسبهم للامام علي بن ابي طالب(ع)، ولعل الزائر لمرقد الغريفي الحمزة وهو يشمخ بقبته المهيبة ومنارتين غاية في الابداع بارتفاع كل منهما 21 مترا وقطر مترين مزينة بالنقوش والريازة الاسلامية وهناك في قرية (الكوام الغريبين) مضيف شيد منذ اكثر من مئة عام باسم مضيف الحمزة يستقبل الزوار وذلك لتناول وجبات الغداء، حيث التبرك وذلك بالمناسبات الدينية، حيث يوجد الزوار خلال ايام زيارة المرقد، وهي:ايام الثلاثاء من كل اسبوع للتبرك وقضاء اوقات بين افيائه في اجواء عبقة تشع بقيم الرسالة السمحة، وهم يرفعون الاكف مبتهلين الى الباري عز وجل المغفرة وحسن العاقبة، كما ان هناك مراقد اخرى ضمن الرقعة الجغرافية لقضاء الحمزة * تميزها بموقعها التجاري والزراعي. يقول السيد عبد السادة ظاهر العارضي وهو مرشد زراعي متقاعد: ان مرقد الامام الحمزة هذا بالاضافة لموقعها الجغرافي الذي يربط المدن مع المحافظات الجنوبية بالمحافظات المقدسة كالنجف والكوفة وكربلاء، كما ان اهالي الحمزة الشرقي لهم علاقات تجارية على مستوى العراق والدول العربية المجاورة، اما في المجال الزراعي فهي تعد من المدن المهمة في انتاج محاصيل الرقي والبطيخ الذي يسوق الى معظم اسواق مدن العراق نظرا لكثرته ونوعيته الجيدة، حيث يزرع في مساحات واسعة، هذا بالاضافة لانتاج محصولي الحنطة والشعير، الا ان مزارعي القضاء يشكون من عدم وجو الاسمدة وارتفاع اسعارها. *معاناة القضاء: لاشك ان معاناة اهالي القضاء هي الحاجة لتقديم الخدمات البلدية والاهتمام بالمستشفى التي تشكو من قلة الكوادر الطبية، وخاصة قسم الولادة وشحة مياه الشرب، وكذلك الحاجة للطرق الريفية لربط مركز المدينة بالقرى المحيطة به، وكذلك الاتصالات، وتوفير محطات وخطوط ناقلة لايصال التيار الكهربائي لعموم مناطق وقرى القضاء، وذلك بالرغم من الجهود التي تبذلها الاجهزة الادارية والخدمية حاليا حيث تقوم بتنفيذ عدد من المشاريع بالتنسيق والتعاون مع المجلس البلدي بالقضاء بشان هذه المشاريع الخدمية والانمائية وتقديرا لتظحيات ابنائه ودورهم الوطني.
‘‘العداله‘‘

هناك تعليقان (2):